المستقبل الأخضر.. ما مصير تجار السلع في ظل التحول نحو الطاقة المتجددة؟

المستقبل الأخضر.. ما مصير تجار السلع في ظل التحول نحو الطاقة المتجددة؟

تعمل "ترافيجورا" لتجارة السلع على توسيع أعمالها لتلبية احتياجات الدول حول العالم بالطاقة، وصرح المدير التنفيذي "جيريمي وير" بأن الشركة في حاجة لبذل المزيد من الجهد في إفريقيا كجزء من قطاع خاص يتعاون مع الحكومات والمؤسسات التنموية كي تلحق القارة السمراء بركب التطور.

وصرح "وير" الذي يدير "ترافيجورا" منذ عام 2015 -في منتدى للطاقة حضره الرئيس الجنوب إفريقي "سيريل رامافوزا" ووزير الطاقة الأوغندي "إرين مولوني"- بأن إفريقيا تزخر باحتياطيات ضخمة من المعادن كالنحاس والكوبالت، وهي سلع يزداد الطلب العالمي عليها.



تجار السلع

- منذ عقود، تعمل شركات مثل "ترافيجورا" و"فيتول" و"جلنكور" و"مركوريا" في تجارة السلع كالنفط والغاز الطبيعي والسلع الأخرى وجني مليارات الدولارات حول العالم من توفير الوقود وبناء المنازل وصناعة السيارات وغيرها.

- حققت "ترافيجور" و"فيتول" و"مركوريا" مبيعات بنحو 533 مليار دولار مجتمعة في العام الماضي، في حين تتاجر "فيتول" في أكثر من 7.4 مليون برميل من النفط يومياً.

- على إثر هذه التجارة الضخمة، امتلكت "ترافيجورا" وغيرها مميزات اقتصادية وتأثيراً قوياً في أسواق السلع، وذلك رغم المخاوف البيئية وبعض الجهود في مكافحة التغيرات المناخية وكبح استهلاك مصادر الوقود الأحفوري كالفحم.

- بالتزامن مع ذلك، تكثف "ترافيجورا" الإنتاج من سلع استراتيجية كالكوبالت والليثيوم والنحاس، وهي معادن ترتفع أسعارها وتستخدم بشكل كبير في صناعة الجوالات والسيارات الكهربائية وتوربينات الرياح.

- يعني استهلاك المزيد من السلع والمعادن المشار إليها أن "ترافيجورا" و"فيتول" وغيرهما تنخرطان في أنشطة أخرى تحقق توازنا مع جهود كبح استهلاك الوقود الأحفوري.

- بالطبع، سيطرأ تغيير على أسواق السلع في السنوات القليلة القادمة، لكن متى؟ وأين؟ وما الاتجاه الذي سيسلكه هذا التغيير؟ وما تأثيره على منتجي المعادن والفحم وغيرهم؟ ربما الوقت كفيل بالإجابة عن هذه التساؤلات.



استراتيجية جديدة

- في ضوء تلك التغيرات وتحول العديد من الدول على مستوى العالم نحو الطاقة المتجددة واستغلال مصادرها في الحصول على الكهرباء وإنهاء الرهان على الفحم وغيره، بدأ تجار السلع أيضا في تغيير خططهم لعدم التأثر بشكل سلبي.

- أعلنت "ترافيجورا" افتتاح وحدة جديدة والاستثمار في الكهرباء الناتجة عن الغاز الطبيعي ومصادر متجددة، وتنحى مدير وحدة تجارة النفط في الشركة "روبرت جيليون" للإشراف على الوحدة الجديدة.

- قررت "فيتول" هي الأخرى الاستثمار في صناعة البطاريات لتخزين الكهرباء والاستفادة من أهميتها لطفرة الطاقة المتجددة حول العالم، كما كشفت عن استثمار 200 مليون دولار في مشاريع للطاقة المتجددة في أوروبا.

- يتوقع محللون الإطاحة بالفحم من عرش مصادر الطاقة الكهربائية والاستعانة بمصادر متجددة بديلا عنه نظرا لخطورته في انبعاثات الكربون والتغيرات المناخية.

- نتيجة التحول نحو مستقبل أخضر مفعم بمصادر الطاقة المتجددة وجهود مكافحة التغيرات المناخية، يخطط تجار السلع لتنويع استراتيجياتهم ومواكبة هذا التغير تارة بالاستثمار في مصادر متجددة وتارة أخرى بزيادة التركيز على المعادن المرتبطة بالمستقبل الأخضر كالليثيوم المستخدم في صناعة البطاريات.

- تراجع استهلاك الفحم في الولايات المتحدة وغيرها من الدول حول العالم بسبب المخاوف على البيئة وتقادم المنشآت العاملة به والتنافس مع مصادر أقل تلوثاً.

- تجدر الإشارة إلى أن الفحم وفر نصف الكهرباء الناتجة في الولايات المتحدة بين عامي 2000 و2010، لكن استهلاكه بدأ في التراجع بشكل كبير بعد ذلك وانحسر لصالح الغاز الطبيعي الذي تفوق عليه في الاستهلاك عام 2016.